مقالات

تأثير التغيرات المناخية على الدواجن في مصر

وقد وجد أن التغيرات المناخية الشديدة حاليا بمصر أثرت بشكل كبير علي القطاع الداجني مثل ارتفاع درجات الحرارة  والبرودة الشديدة وتؤدي الظروف المناخية القاسية إلى خسائر في الإنتاج بجانب انخفاض معدل النمو، وانخفاض إنتاج البيض، وزيادة معدلات الإصابة بالأمراض والنفوق . 
التغيرات المناخية تركت آثاراً كبيرة على تربية الدواجن في مصر وتتعدد الحلول والمقترحات لمواجهة الآثار السلبية طبقا لكل محور ودرجة تأثيره، ويتميز إنتاج الدواجن بأنه نشاط زراعي منخفض جدا في تأثيره على البيئة (صديق للبيئة) إذا ما قورن بأنشطة الإنتاج الحيواني الأخرى كإنتاج اللحوم الحمراء والألبان ويعتبر ذلك من أهم أسباب التوسع في إنتاج الدواجن عالميا.

أحتياجات الدواجن عبارة عن:
1) مسكن مناسب 
2) مياه نظيفة
3) طعام
4) الطيور النافقة
o تأثير التغيرات المناخية علي الدواجن فى مصر

1) مسكن مناسب (درجة حرارة): 

ملحوظة الطيور لا تحتوى على جهاز تنظيم حرارة الجسم بعد مراجعة مسؤولي الأرصاد الجوية لتوصيف المناخ، والمعروف بأنه حار جاف صيف، ودافئ ممطر شتاءًا بأنه أصبح شديد الحرارة والرطوبة صيفاً وقارس البرودة شتاءًا.
1- زيادة درجة الحرارة وتأثيرها علي تربية الدواجن : (الطيور لا تعرق)
حدوث مايسمي بالإجهاد الحرارى للطيور (الإحتباس الحراري) الذى يؤثر علي صحة الدواجن مما يؤدي  إلي:
• دجاج اللحم:
– إرتفاع معدلات التنفس وظهور اللهث.
– إنخفاض الشهية مما يؤثر بدوره علي النمو ومناعة الطائر.
– زيادة فرصة التعرض للأمراض مما يتسبب فى كثرة إستخدام المضادات الحيوية والبكتيرية .
– إرتفاع ضغط الدم وإنفجار شرايين الكبد والكليتين مما يؤدي إلي ارتفاع اعداد النفوق. 
– إنخفاض جودة اللحوم.
– زيادة إستهلاك الماء وفرص الإصابة بالاستسقاء.
– زيادة نسبة النفوق المفاجئ  (10 % ).
• الدجاج البياض :
– تقليل عدد وحجم البيض المنتج.
– تتأثر صفات الجودة الداخلية والخارجية للبيض بالتغيرات في الظروف الجوية حول الطيور.
– التقليل من خصوبة البيض، وقابلية الفقس، ونوعية الكتاكيت.
– تنتج الديوك المجهدة بالحرارة سائل منوي منخفض الجودة .
– انخفاض مناعة الطيور في ظل ظروف الاجهاد الحراري.
الحل :-
السكن 
⦁  اتباع النظام المغلق في العنابر واستخدام خلايا تبريد خلال فترات الصيف.
⦁  استمرار تشغيل التبريد حتى بعد انحسار موجة الحر في المساء ليتخلص الطائر من الحرارة المختـزنة بجسمه.
⦁  دهان الجدران من الخارج بلون أبيض.
⦁  تقليل أعداد الطيور المرباة بوحدة المساحة.
⦁  الإمداد الكافي من المياه النظيفة والباردة وزيادة عدد المساقي ورفع مستوى المياه فيها لترطيب جسم الطائر واستخدام ماء بارد.
⦁  عزل الحظائر بشكلٍ كافٍ لتجنب اكتساب حرارة الشمس.
النظام الغذائي
⦁  إعداد نظام غذائي أكثر كثافة للحصول علي جميع العناصر الغذائية بانخفاض الاستهلاك.
⦁  تقديم الأعلاف بصورة مختلفة وفي مواعيد تناسب ذروة درجة الحرارة العالية خلال اليوم.
⦁  استخدام الإضافات مثل الإنزيمات تساعد في تحسين الهضم والامتصاص.
⦁  تقديم العلف في صورة حبيبات يقلل استهلاك الطاقة أثناء التغذية ويقلل الفاقد.
⦁  عدم إجهاد الطيور باللقاحات والعلاجات.

2- انخفاض درجة الحرارة وتأثيرها علي تربية الدواجن :

يرجع الخطر في عدم ضبط الحرارة لانخفاض درجة حرارة الجسم الداخلية مما يقلل من كفاءة عمل الأجهزة الداخلية وتصبح الطيور فريسة للإصابة بالميكروبات ونقص التهوية يسبب نقص الأوكسجين مع زيادة الرطوبة وزيادة الأمونيا مما يؤثر صحياً علي الجهاز التنفسي والمعوي والمناعي ويتعرض القطيع للإصابات القوية.
يزداد معدل الكتاكيت التي تتعرض للبرد خلال الأيام الأولى من العمر مما يسبب الإجهاد والجفاف وضعف معدل النمو وضعف التجانس مع ارتفاع نسبة حدوث الاستسقاء كما يحدث تجمع للطيور تحت دفايات التحضين ويصبح محتوي الأمعاء والزوائد الأعورية تصبح مائية وغازية ويكون الزرق يصبح رطبا مع انسداد لفتحة المجمع بالإضافة إلى انخفاض درجة حرارة الجسم الداخلية وانخفاض كفاءة الأعضاء الداخلية.
انخفاض درجة الحرارة مع سوء التهوية والرطوبة العالية يسبب زيادة الحمل الميكروبي في الفرشة وانتشار الأمراض المختلفة البكتيرية مثل   اي كولاي و الكولسترديم والأمراض الفيروسية مثل  الإنفلونزا – الالتهاب الشعبى – النيوكاسل – التهاب القصبة والحنجرة – الجمبورو والأمراض الطفيلية مثل  الكوكسيديا.
إن انخفاض درجة واحدة أقل من 18°م فإن الطائر الذي يزن 1 كجم يستهلك نحو 3,5 جرامات عليقة كل ساعة ليحولها إلى طاقة للحفاظ على درجة حرارة جسمه بفرض أن عدد طيور المزرعة = 5000 طائر، وانخفضت درجة الحرارة إلى 16°م أثناء فترة المساء، واستمر الانخفاض لمدة 4 ساعات، فإن كمية العلف المستهلكة للحفاظ على حرارة الطيور 5000 (طائر) × 3,5 (جم/طائر) × 2 (انخفاض الحرارة عن 18°م) × 4 (مدة الانخفاض) = 5000 × 3.5 × 2 × 4 = 140 كجم علف.
أي أنه هناك 140 كجم علف لم يستفد منها الطائر ولا المربى ولا الاقتصاد العام بالإضافة إلى الإجهاد الذي يتعرض له الطائر.
الحل :-
كما تقدم الدولة النشرة الجوية (يوميا – أسبوعيا – شهريا) من خلال مواقع الهيئة العامة للأرصاد الجوية و الإنذارالمبكر بتغيرات الطقس وتقلباته والتي هي جزء من تغير المناخ للتحذير من هطول أمطار على بعض أنحاء الجمهورية، أو الارتفاعات الشديدة في درجات الحرارة و نسب الرطوبة.
و في العموم فإن التربية في المزارع الذكية هي الأفضل أن تتبع في الغد القريب 
تقوم المزارع الذكية المغلقة الآلية بمراقبة  المعاملات الرئيسية مثل: تركيز الغازات (الأمونيا – ثاني أكسيد الكربون) – درجة الحرارة – الرطوبة الداخلية – عدد ساعات الإضاءة وشدتها.
أيضاً التحكم المعلوماتي في كمية ونوعية الأعلاف تبعاً لعمر القطيع ونوع الإنتاج، ومعايير استهلاك المياه ومعدلات الإنتاج والتكلفة من خلال سجلات ألكترونية ورقمية للبيانات في المزرعة.
مزارع الدواجن الذكية أصبحت ضرورة ملحة في ظل الظروف الراهنة للتغيرات المناخية.
زيادة ربحية المزارع المغلقة إذ ما قورنت بالمزارع المفتوحة و ذلك لزيادة متوسط الأوزان للطيور الحية في المزارع المغلقة عن المزارع المفتوحة بحوالي 250 جراما بنسبة ،وأن متوسط نسبة النافق للمزارع المغلقة  أقل منها للمزارع المفتوحة بنسبة انخفاض بلغ نحو 72% ، كما اتضح  أن نسبة الحيوية قد حققت ارتفاعا ملحوظا بنحو 6.5 % أعلى بالمزارع المغلقة عن المزارع المفتوحة وتبين أيضا انخفاض معامل التحويل الغذائي للمزارع المغلقة إلى  1.4 أما معيار معامل كفاءة الإنتاج (المعامل الاوروبي) تخطى نسبة ارتفاع حوالي 43% في المزارع المغلقة عن المفتوحة مما يشير إلى أن الكفاءة الإنتاجية والسعة التشغيلية للمزارع المغلقة أفضل من المزارع المفتوحة.
التوسع في استخدام الطاقة الجديدة والمتجددة مثل الطاقة الشمسية ، خاصة وأن الاعتماد عليها سيزداد بعد حدوث التغيرات المناخية وهو أمر بات ضروريًا حيث  لا يمكن الاستمرار في الاعتماد على توفير الطاقة من الكهرباء والوقود المتجهة أسعارها إلى الارتفاع السريع

2)  مياه نظيفة:

السواد الأعظم من مزارع الدواجن خاصة المزارع الصحراوية تعتمد في مصدر المياه على المياه الجوفية.
التغيرات المناخية أدت إلى  نضوب مخزون المياه الجوفية وزيادة الملوحة .
الحل :-
الاتجاه إلى اتباع تقنيات حديثة لتحلية مياه الشرب و إعادة دراسة أعماق الآبار و الاستعانة بمتخصصين .

3)  الطعام:

تتغذى الطيور على الأعلاف المصنوعة من المحاصيل الزراعية (الذرة – فول الصويا )
التغيرات المناخية أدت إلى  انخفاض إنتاجية بعض المحاصيل والتصحر وتآكل الأراضي الزراعية.
الحل :-
إعادة تحديث مواصفات الأعلاف المصرية بما يتيح للمربى (خاصة صغار المربين) أعلاف مناسبة للتغذية خلال فترة الصيف، حيث تتطلب تلك الفترة تطبيق حزمة من التعديلات باستيراتيجية التغذية من حيث محتوى العلائق الغذائي وكذلك تطبيق برنامج التغذية بالعنبر لضمان تحقيق المربى لعائد جيد للإنتاج وعلى الجانب الآخر تتطلب فترة الشتاء تعديلا مختلفا بهذا البرنامج.

4) الطيور النافقة:

نظرا للأسباب السابقة انتشرت الأوبئة و الأمراض بصورة كبيرة جدا مما أدى إلي زيادة أعداد الطيور النافقة و التي اصبحت عبْ على البيئة للتخلص منها.
الحل :-
التنبؤ المبكر بالأمراض و الأوبئة الناتجة عن التغيرات المناخية ووضع سيناريوهات محدثة لزيادة مستوي الرعاية البيطرية بالدواجن.
تكثيف الوعي بمخاطر التغيرات المناخية علي الثروة الداجنة خاصة بين صغار المربين و تقديم المعلومات السهلة الفهم من أجل الحفاظ على الثروة الحيوانية و زيادة إنتاجياتها.
دعم برامج التحصين ضد الأمراض المعدية ونشر ثقافة الأمان الحيوي، لذلك برزت أهمية الرقابة الشديدة للتأكد من تطبيق منظومة الأمان الحيوي بجميع المزارع.
إعادة التدوير مثل تحويل النافق إلى كومبوست و الاستفادة منه كسماد عضوي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *